الأحد، 18 ديسمبر 2016

زيارة مراد بك الى طهطا في عهد مهران أغا الدقيشي :
ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ 1750 - ﻭﻓﻴﺎﺕ 1801 ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲ ﺍﻟﺠﺮﻛﺴﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﺯﻋﻴﻢ ( ﺑﻚ ) ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻔﺮﺳﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻤﺼﺮ ﻣﻊ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ،
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﺩﺓ ﺟﻴﻮﺵ ﻋﻠﻲ ﺑﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻟﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺧﺎﻥ ﺳﻴﺪﻩ، ﻭﻗﺎﺗﻞ
ﻋﻠﻲ ﺑﻚ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻚ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﻫﺐ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻟﻤﺼﺮ ﻭﺳﻌﻰ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﺍﺳﺘﺮﺿﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﺚ ﺇﻻ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻣﺎﺕ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﺠﺄﺓ , ﺛﻢ ﺗﻮﻟﻰ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺗﻘﺎﺳﻢ ﺑﻌﺾ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ( 1798-1790 ) ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ .
ﻋﻜﻒ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻋﻠﻰ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﻗﻀﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺓ ﺑﻘﺼﺮﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﺄﻩ ﺑﺎﻟﺮﻭﺿﺔ
ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺑﻘﺼﺮ ﻗﺎﻳﻤﺎﺯ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻟﻴﺔ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ
ﻭﺍﻟﻨﻘﺾ ﻭﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ﻭﺍﻹﻳﺮﺍﺩ ﻭﺍﻹﺻﺪﺍﺭ ﻭﻣﻘﺎﺳﻤﺔ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺪﻭﺍﻭﻳﻦ ﻭﺗﻘﻠﻴﺪ ﻣﻤﺎﻟﻴﻜﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ
ﻭﺃﺧﺬ ﻓﻲ ﺑﺬﻝ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺇﻧﻔﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﺍﺋﻪ ﻭﺃﺗﺒﺎﻋﻪ ﻭﺭﺧﺺ ﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻜﻪ ﻓﻲ ﻫﻔﻮﺍﺗﻬﻢ ﻭﺳﺎﻣﺤﻬﻢ ﻓﻲ ﺯﻻﺗﻬﻢ
ﻭﺣﻈﻲ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻞ ﺟﺮﻱﺀ ﻏﺸﻮﻡ ﻋﺴﻮﻑ ﺫﻣﻴﻢ ﻇﻠﻮﻡ ﻓﺎﻧﻘﻠﺒﺖ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﻢ ﻭﺗﺒﺪﻟﺖ ﻃﺒﺎﻋﻬﻢ ﻭﺷﺮﻫﺖ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻮﺟﺌﺎ ﺑﺤﻤﻠﺔٍ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺃﺭﺳﻠﻬﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺣﺴﻦ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻟﺠﺰﺍﻳﺮﻟﻲ ﻓﻘﺎﻭﻣﺎ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺣﺴﻦ ﺑﺎﺷﺎ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ , ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻜﺴﺒﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺃﻋﻄﺎﻫﻤﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﻣﺎ
ﺑﻴﻦ ﺑﺮﺩﻳﺲ - ﻗﺮﺏ ﺳﻮﻫﺎﺝ - ﺣﺘﻰ ﺷﻼﻝ ﺃﺳﻮﺍﻥ
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺣﺸﺪﻭﺍ ﺻﻔﻮﻓﻬﻢ ﻭﻫﻴﺄﻭﺍ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﻭﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ . ﻭﺁﻝ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﻣﻨﺼﺐ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺒﻠﺪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻴﺦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻫﻮ
ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻤﺼﺮ .
-ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺑﺸﺘﻴﻞ ﻭﺇﻣﺒﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻫﺮﺍﻣﺎﺕ،ﺗﺄﻟﻒ ﺟﻴﺸﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻔﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ
ﻭﻣﻤﻦ ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻌﺪﻭ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺑﻴﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ . ﺇﺍﻟﺘﻘﻰ
ﺍﻟﺠﻴﺸﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻮﻛﻲ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻬﺮﻡ، ﺣﻴﺚ ﻫُﺰِﻡَ ﺟﻴﺶ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ 21
ﻳﻮﻟﻴﻮ، ﻭﻓﺮ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻭﺑﻘﺎﻳﺎ ﺟﻴﺸﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ .

ومكث في طهطا في ضيافة صاحبه حاكم طهطا آنذاك مهران أغا الدقيشي والذي أعد لهم مكانا عند أخيه أحمد أغا الدقيشي بنزة الحاجر وكان صغير السن آنذاك فاستضافهم شهورا وأجزلوا له العطايا ثم انتقل مراد بك الى باقي أقاليم مديرية جرجا للقاء باقي قبائل جرجا من الهوارة وآل رضوان وغيرهم ليوطد حكمه في الصعيد.


ﻭﺃﻣﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺑﻄﺎً
ﺑﺎﻟﺒﺮ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﺤﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺣﻠﺖ ﺑﺠﻴﻮﺵ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﺃﺧﺬ ﻣﻦ ﺗﺒﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﻟﻴﻚ ﻭﻣﺼﺮﻳﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻭﺍﻧﺴﺤﺒﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻗﺎﺻﺪﻳﻦ ﺑﻠﺒﻴﺲ .
ﻭﺧﻠﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ، ﻓﺎﺳﺘﻄﺎﻉ ﻧﺎﺑﻠﻴﻮﻥ ﺑﻮﻧﺎﺑﺮﺕ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻭﺩﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ 24 ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1798
ﻣﺼﺤﻮﺑﺎً ﺑﻀﺒﺎﻃﻪ ﻭﺃﺭﻛﺎﻥ ﺣﺮﺑﻪ ﻭﻧﺰﻝ ﺑﻘﺼﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻚ ﺍﻷﻟﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﺑﻜﻴﺔ .
ﺗﻌﺎﻭﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺧﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺮﺍﺩ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﻗﺼﻮﺭﻩ ﻭﺟﻮﺍﺭﻳﻪ، ﻭﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ، ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻼﺕ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻨﺮﺍﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻛﻠﻴﺒﺮ ، ﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻮﻡ ﺣﻴﺚ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺤﻜﻢ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺑﺎﺳﻢ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . ﻭﺗﻌﻬﺪ ﻛﻠﻴﺒﺮ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻪ ، ﻭﺗﻌﻬﺪ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻨﺠﺪﺓ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻤﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ
ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﺪﺍﺋﻲ ﺃﻳًﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﻗﻮﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﻟﻤﺤﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﺨﺮﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﻫﻮ
ﺑﺪﺧﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﺎﻟﻴﻢ .
ﻭﺃﺗﺴﻢ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻴﻚ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ، ﻭﻣﻨﻊ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺰﺓ، ﻭ ﻗﺪ ﺻﺎﺩﺭ ﺷﺤﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺨﺮﺍﻑ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺭﺃﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺗﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﻟﻨﺠﺪﺓ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻗﺪﻣﻬﺎ ﻫﺪﻳﺔً ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻴﺒﺮ
ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻋﺔٍ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ . ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ،
ﻭﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺳﺤﺐ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻟﻴﻨﻀﻤﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ
ﻣﻌﺎﻫﺪﺗﻪ ﻭﻳﻨﻬﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ . ﻭﻟﻤﺎ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺳﺪﻯ ﻟﻜﻠﻴﺒﺮ ﺍﻟﻨﺼﺢ ﺑﺄﻥ ﻳﺤﺮﻕ
ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ
ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﺄﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻠﺪﻓﺎﻉ
ﻋﻦ ﻣﺼﺮ ﺿﺪ ﺃﻱ ﺧﻄﺮٍ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ .
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﺷﻌﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﺋﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ ﻭﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ، ﻓﺎﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺑﻮﻻﻕ
( ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ) ﻭﺳﻘﻄﺖ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ﺣﺘﻰ ﺩﻣﺮ
ﺍﻟﺤﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ . ﺛﻢ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻫﺠﻮﻡ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ، ﺣﻴﺎً ﺣﻴﺎً، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻫﻮﺍﻝ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ
ﺃﻳﺎﻡ ﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺃﻧﻬﺎﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺧﺮﺍﺑﺎً
ﻭﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻼ ﺧﻴﺎﻧﺔ، ﻓﻘﺪ ﺍﺗﺼﻞ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﺎﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻟﻴﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ، ﻭﻧﺠﺤﺖ
ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺗﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﻭﺃﻋﻄﻮﺍ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺑﻚ ﻳﻐﻴﺮ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﻣﺮﺍﺩ
ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻤﺼﻠﺤﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻗﻂ ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺫﺭﻭﺓ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻭﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﺑﻨﺠﺎﺡ، ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ
ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ . ﻓﻘﺒﻞ ﻧﺸﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ، ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻄﺎﻋﻮﻥ ﻣﺮﺍﺩ، ﻭﻣﺎﺕ ﺑﻪ ﻓﻲ 22
ﺃﺑﺮﻳﻞ ﻋﺎﻡ 1801 ﻭﺩﻓﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﻫﺎﺝ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق